Friday, June 6, 2014

أهل الحق



علي صفحة احد الأصدقاء، دار بيني وبين احد البرهاميين حوار كان هذا ملخصه...

هو: مرسي والاخوان استعدوا الجميع .. الجيش والشرطة والقضاء وذكر ادلة (من اكاذيب الانقلابيين التي رددها عبفتاح علي مسامعنا طوال الفترة الماضية)..

فكان تعليقي:(وفي كل عصر حضرتك في ناس بتطلع تقول كده .. 
ده حتي لما نابليون دخل مصر كان هناك من اصحاب اللحي علي الوجوه يدعوا المسلمين لتأييد نابليون لانه الحاكم المتغلب وانه راجل طيب واسلم وما الي هذا ..
اللي عايز يقنع نفسه بحاجة اؤكد لك انه يقدر يقنع نفسه بيها ...) ثم سألته (يعني افهم من كلامك ده ان السيسي كويس وجيشنا عظيم وقضاءنا شامخ ؟!)

فجاء الرد:(اللى انتا بتقولو ع أصحاب اللحى عن نابليون دا كلام فاضى شكلا وموضوعا...وانتا معندكش دليل عليه
ودا والله فيه عداء للسنة وانتو ما واخدين بالكم....اشمعنا قلت أصحاب لحى؟ وكانك مشكلتك مع اللحية ....يعنى لو واحد حالق لحيته وبيقول ع نابليون حاكم متغلب دا اوكيه معاك؟
دا لو فرضنا أصلا إن دا حصل .....أومال مين اللى كان بيقاومه من يوم ما دخل؟
مهما المصريين اللى كان فيه منهم ملتحى وفيه منهم مش ملتحى 
دى نقطة تكفى إنها تفصل اللى قدامك من إنه يكمل معاك لو هتكمل كدا)

وهنا تكمن الفكرة .. الفكرة التي تجعلهم متمسكين بالبابا الأكبر لهم (البرهامي) .. الفكرة التي تطمس عين كل من يتبناها عن رؤية الحقيقة ..
الفكرة التي تجعل من البرهامي الأكبر شخصا لا يخطئ حتي ولو تبين للجميع كذبه وتدليسه في أكثر من موضع.

الفكرة هي انهم هم (السنة) وأن من يمسهم يمس (السنة) .. هم الحق الذي لا باطل فيه .. بل الذي لا حق غيره ..

أتذكر هنا احدهم حين كنت احدثه فقال لي (نحن أهل السنة والجماعة، ومن دوننا هم أحد أمرين .. ما جاهل فيعذر بحهله .. أو مبتدع فينبغي محاربته)

ومثل هذه الفكرة حين تسيطر علي عقل صاحبها تحجب عنه كل نور ..

ليس هذا فحسب .. بل وتصنع له (قدسية) وتجعل من مهاجمته مهاجمة للسنة (في عقله المريض) !

بغض النظر أننا هنا نتحدث عن أمر من السنن الظاهرية .. وهناك من أمور الدين ما هو اولي بالاهتمام كنصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم (ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين)

هل حقا من يهاجم اصحاب اللحي يهاجم السنة ؟ 
هل التفاضل عنده الله باللحية؟ ام بالتقوي والعمل الصالح؟

هل في حديث النبي صلي الله عليه وسلم من حديث ابي هريرة حين قال(  حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة.) هل في هذا الحديث هجوم علي قراء القرءان او المجاهدين في سبيل الله او المنفقين .. أم انه واحد من أحاديث كثيرة تربي المجتمع المسلم علي أن الاهتمام الحقيقي يكون بالنيات وليس بالظاهر (مع عدم اغفال الظاهر بالطبع، ولكن بدون تقديسه).. 

هل حين قال عمر بن الخطاب لهذا الرجل الذي جاءه وقال له إن فلانا رجل صدق فقال (له هل سافرت معه ؟ قال : لا . قال : فهل كانت بينك وبينه معاملة ؟ قال : لا . قال فهل ائتمنتَه على شيء ؟
قال : لا . قال : فأنت الذي لا علم لك به أُراك رأيتَه يرفع رأسه ويخفضه في المسجد ) هل كان حينها يهاجم أهل المساجد ؟
أم انه كان يؤكد القاعدة التي تعلمها ممن علمه .. من النبي صلي الله عليه وسلم .. أنه من كان ظاهره يوافق الشرع .. وأفعاله تخالفه .. فظاهره لا يغني عنه شيئا، بل وهي دعوة للأمة ألا تنخدع بالظواهر حتي ولو كانت الظواهر الدينية...

من كان يظن انه بعمل ظاهر (أو باطن) قد صار يمثل الإسلام ينبغي عليه ان يفكر مرات ومرات .. 

أذكره ونفسي بقول الله تعالي (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
ينبغي ألا تظن يوما ما أنك الحق المطلق .. بل ينبغي أن تعيد النظر فيما تفعله دوما من باب المراجعة..حتي لا تسقط في هاوية الكبر والضلال

هدانا الله وإياهم الي الحق .. 
اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم ... اللهم عليك بمن تآمر علي المسلمين من أصحاب الأموال وأصحاب المناصب وأصحاب القوة وأصحاب اللحي وغيرهم ..

والحمد لله رب العالمين